لا يزال الدعاء محجوباً حتّى يصلّي على محمّد وآل محمّد (١).
وعنه عليه السلام : من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه واله رفرف الدعاء على رأسه ، فإذا ذكر النبي صلى الله عليه واله رفع الدعاء (٢).
قال العلماء : والسرّ في قبول الدعاء إذا قرن بالصّلاة ، أمران :
الأوّل : أنّ النبي وآله عليهم السلام وسائط بين الله سبحانه وبين عباده في قضاء حوائجهم ونجاح مطالبهم ، وهم أبواب معرفته عزّوجلّ ، فلابدّ من التوسّل بذكرهم في عرض الدعاء وقبوله لديه ، وذلك كما إذا أراد أحد من الرعيّة إظهار حاجته على السلطان توسّل بمن يعظّمه ولا يردّ قوله.
الثاني : إذا ضمّ العبد الصّلاة مع دعائه ، وعرض المجموع على الله تعالى فلمّا كانت الصّلاة غير محجوبة ، فالدعاء ايضاً لابدّ أن لا يكون محجوباً ، لأنّه تعالى أكرم مِن أن يقبل الصّلاة ويردّ الدعاء فيكون قد قبل الصحيح وردّ المعيب ، كيف وقد نهى تعالى عباده عن تبعيض الصفقة! ولا يمكن ردّ الجميع لكرامة الصّلاة عليه ، فلم يبق إلّا قبول الكلّ وهو المطلوب.
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة ، فابدأ بمسألة الصّلاة على النبي صلى الله عليه واله ، ثم إسأل حاجتك فإنّ الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخُرى (٣).
السادس : الأخبار في فضل الصّلاة عليه صلى الله عليه واله أكثر من أن تحصى : فمنها : ما رواه ثقة الإسلام في الكافي : عن أبي عبد الله عليه السلام إنّه قال :
__________________
١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٤٩١ ، ح ١.
٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٤٩١ ، ح ٢.
٣ ـ نهج البلاغة : ص ٥٣٨ ، الحكمة : ٣٦١.