الضمير المجرور من دون إعادة الخافض ، مبني على مذهب الكوفيين ، ويونس ، والأخفش من البصريّين ، من عدم وجوب إعادة الخافض في ذلك خلافاً لجمهور البصريين واختاره الشلوبين ، وصحّحه ابن مالك ، وأبو حيّان وجرى عليه ابن هشام في شرح الشذور (١).
والتوضيح لثبوت ذلك في فصيح الكلام كقراءة حمزة : «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ» (٢) بخفض الأرحام (٣) عطفاً على الضمير المخفوض بالباء ، وحكاية قطرب : ما فيها غيره وفرسه بخفض الفرس عطفاً على الهاء المخفوضة بإضافة غير إليها وقول الشاعر :
فاذهب فما بك والأيّام من عجب (٤)
بخفض الأيّام عطفاً على الكاف المخفوضة بالباء ، وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله في الخلاصة :
وعود خافضٍ لَدى عَطْف عَلى |
|
ضَمير خَفْض لازِماً قَدْ جُعِلا |
وَليْسَ عِنْدِي لازِماً إذْ قَد أتى |
|
في النّثْرِ والنّظمِ الصَحيح مثبتاً (٥) |
أمَا ما زعمه بعضهم : من أنّ الشيعة تلتزم عدم إعادة الخافض وهو
__________________
١ ـ شذور الذهب : ص ٣٣٢.
٢ ـ النساء : ١.
٣ ـ مجمع البيان : ج ٣ ـ ٤ ، ص ١.
٤ ـ مجمع البيان : ج ٣ ـ ٤ ، ص ٢ ، أنشده سيبويه ، وصدر البيت :
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا.
٥ ـ كتاب السيوطي : ص ١٦٧ ـ ١٦٨.