المشهور ، وهو أنّه يلزم أن يكون مدّة حمله ثلاثة أشهر ، أوسنة وثلاثة أشهر ، وهذا مخالف لما إتّفق عليه الأصحاب ، من أنّ مدّة الحمل لا تزيد عن سنة ، ولم ينقل أحد أنّ ذلك من خصائصه.
والجواب : إنّ المراد بأيّام التشريق : الأيّام المعلومة من شهر جمادي الاُولى ، الذي وقع فيه حج المشركين في عام الفيل باعتبار النسيىء حيث كانوا يؤخّرون الحج عن ذي الحجّة فيحجّون سنتين في محرم وسنتين في صفر وهكذا إلى أن يتمّ الدور ثم يستأنفونه.
وعلى القول بأنّ مولده كان في ثاني عشر من شهر ربيع الأوّل يكون مدّة الحمل عشرة أشهر بلا زيادة ولا نقصان إذا فرض أنّ حمله كان في ثاني عشر من جمادي الاُولى والله أعلم.
ونقل عن أبي معشر البلخي : وهو من مهرة علم النجوم ، أنّه استخرج طالع النبي صلى الله عليه واله فكان عشرين درجة من الجدي حين كان زحل والمشتري في ثالث درجة من العقرب مقترنين في درجة وسط السماء ، والمرّيخ في بيته في الحمل ، والشمس أيضاً في الحمل في الشرف ، والزهرة في الحوت ، في الشرف ، وعطارد أيضاً في الحوت ، والقمر في أوّل الميزان ، والرأس الجوزاء في الشرف ، والذنب في قوس في الشرف ، في بيت الأعداء ، ذكر ذلك في روضة الأحباب (١).
ومات أبوه عبد الله بن عبد المطّلب ، وهو ابن شهرين أو سبعة أشهر ولمّا بلغ أربعاً أو ستّاً من السنين ماتت أُمّه ، وكان في حجر جدّه عبد المطّلب ثماني سنين وشهرين وعشرة أيّام ، فتوفّي عبد المطّلب ووليه
__________________
١ ـ روضة الأحباب : كتاب فارسي نقل عنه المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ٢٤٩.