قال في القاموس : نجائب القرآن : أفضله ومحصنه ، ونواجبه لُبابه الذي عليه نجب (١).
وفي نسخة ابن إدريس : نجيّك من خلقك بالياء المثناة من تحت مشدّدة بعد الجيم ، وهو فعيل من النجوى بمعنى السرّ ، يقال : ناجيته أي ساررته ، وهو نجيّ فلان : مناجيه دون أصحابه.
وقال ابن الأثير في النهاية في حديث الدّعاء : «أَللَّهُمَّ بمحمّد نبيّك وموسى نجيّك» هو المناجى المخاطب للإنسان والمحدّث له ، يقال : ناجاه يناجيه مناجاة فهو مناج ، والنجيّ فعيل منه ، وقد تناجيا مناجاة وإنتجاء ومنه : الحديث : «لا يتناجى اثنان دون الثالث» وفي رواية : «لا ينتجي اثنان دون صاحبهما» أي لا يتسارران منفر دين لأنّ ذلك ليسوؤه ومنه : حديث عليّ عليه السلام : «دعاه رسول الله صلى الله عليه واله يوم الطائف فانتجاه فقال النّاس : لقد أطال نجواه ، فقال : ما انتجيته ولكن الله انتجاه ، أي إنّ الله أمرني أن اُناجيه» (٢) إلى هنا كلام ابن الأثير.
قوله عليه السلام : «وصفيّك من عبادك» الصفيّ إمّا بمعنى المصطفى أي المختار ، ومنه الصفي والصفيّة لما يختاره الرئيس لنفسه من الغنيمة ، أو بمعنى الحبيب المصافي من صافاه الودّ والإخاء : صدّقه كأصفاه ، يُقال : هو صفي من بين إخواني.
قال ابن الأثير : «هو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول» (٣).
وانتجاب الله تعالى وإصطفاؤه له صلى الله عليه واله وكذلك مصافاته له يعود إلى
__________________
١ ـ القاموس المحيط : ج ١ ، ص ١٣٠ ، وفيه : (ليس عليه نجب).
٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٥ ، ص ٢٥ ، مع اختلاف يسير في العبارة.
٣ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٤٠.