و «فيك» أي لأجلك ، ففي : للتعليل كقوله تعالى : «فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» (١) أي لأجله.
و «المكروه» ما يكرهه الإنسان ويشقّ عليه.
و «بدن الإنسان» قال الجوهري : جسده (٢).
وقال الأزهري (٣) والفيروز آبادي (٤) : هو من الجسد ما سوى الرأس والشوى (٥).
وقال بعضهم : هو ما سوى المقاتل (٦).
والصحيح : إنّه جملة الجسد : كما يدلّ عليه : كلامه عليه السلام ، وفي هاتين الفقرتين إشارة إلى قيامه صلى الله عليه واله بأمر الله تعالى كما أمره ، وبذله مهجته وجسده في سبيله ، ومقاساته للمكاره وتحمّله للمشاقّ في ذاته. فعن أبي عبد الله عليه السلام : إن الله تعالى كلّف رسوله صلى الله عليه واله ما لم يكلّف أحداً من خلقه ، كلّفه أن يخرج على الناس كلّهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل معه ، ولم يكلّف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده ، ثم تلا : هذه الآية : «فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ» (٧) (٨).
__________________
١ ـ يوسف : ٣٢.
٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٧٧.
٣ ـ تهذيب اللغة : ج ١٤ ، ص ١٤٣.
٤ ـ القاموس المحيط : ج ٤ ، ص ٢٠٠.
٥ ـ وشوى الجسد : أي أطرافه.
٦ ـ المصباح المنير : ص ٣٩ ، مادة «بدن».
٧ ـ النساء : ٨٤.
٨ ـ الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، ص ٤١٤ ، وتفسير البرهان : ج ١ ، ص ٣٩٨.