المكنونة في غيب علمه تعالى على لسان من يشاء من عباده (١).
خامسا ـ أرشدت آية (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) إلى أن الدعاوي لا يؤبه بها إلا بإثباتها بالدليل ، وأن المدّعي لشيء يطالب بالحجة والبرهان تأييدا لما ادّعى.
سادسا ـ في قوله : «هؤلاء» إشارة إلى أنه سمى الأشياء التي وقع عليها الحس ، كالطيور والبهائم وأنواع الحيوان التي أمامه.
سابعا ـ دل قول الملائكة : (قالُوا : سُبْحانَكَ) الآية ، على قصور علم المخلوقات أمام علم الخالق ، وأن فعل الخالق لا يخلو من الحكمة والفائدة ، وأن علم الملائكة محدود لا يتناول جميع الأشياء. والواجب على من سئل عن علم لم يعرفه أن يقول : الله أعلم لا أدري ، اقتداء بالملائكة والأنبياء وفضلاء العلماء.
ثامنا ـ في آيات إخبار آدم بأسماء المسميات دلالة واضحة على شرف الإنسان وتفضيله على غيره من المخلوقات ، وعلى فضل العلم على العبادة ، فإن الملائكة أكثر عبادة من آدم ، ولم يكونوا أهلا لاستحقاق الخلافة ، وعلى أن شرط الخلافة العلم ، وعلى أفضلية آدم على الملائكة.
تاسعا ـ إن استخلاف الملائكة الذين لا يحتاجون إلى شيء من الأرض لا يحقق حكمة استخلاف البشر في التعرف على أسرار الكون ، وعمارة الأرض ، واستخراج ما فيها من خيرات وزروع ومعادن ، ولا يؤدي إلى تقدم العلوم والفنون التي شهدنا تفوقها في القرن العشرين.
__________________
(١) تفسير المراغي : ١ / ٨٣