(بِآياتِنا) كتبنا. (أَصْحابُ النَّارِ) أهلها. (خالِدُونَ) ملازمون لها ، ماكثون فيها أبدا ، لا يفنون ولا يخرجون منها.
المناسبة :
تستمر الآيات في بيان أنواع التكريم الإلهي للإنسان ، وهذا التكريم هنا هو المقام في الجنة في بدء الخليقة ، ولكن اقتضت الحكمة الإلهية إقامته في الأرض ، وتكليفه القيام برسالة مهمة هي تعمير الكون ، وإظهار مزية الإنسان في مجاهدة الشيطان وأهوائه.
وقد سيقت هذه القصة تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوسلم عما يلاقي من الإنكار ، ليعلم أن المعصية من شأن البشر ، وأنهم إذا كلفوا بشيء بالرغم من تكريمهم غاية الإكرام قد لا يمتثلون.
التفسير والبيان :
واذكر يا محمد لقومك أن الله تعالى أمر آدم وزوجه بسكنى الجنة والتمتع بما فيها حيث شاءا ، والأكل منهما أكلا هنيئا لا عناء فيه ، أو واسعا لا حد له ، ونهاهما عن الأكل من شجرة معينة ، فالأكل منها ظلم لأنفسهما ، ولكن الشيطان عدوهما أزلهما عنها ، فأخرجهما من ذلك النعيم ، بعد أن أغواهما بالأكل من الشجرة. أو أبعدهما وحوّلهما من الجنة ، قائلا : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ، وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف ٧ / ٢٠ ـ ٢١] فتغلبت عليهما وساوس الشيطان ، وخرجا من الجنة إلى الأرض ، وشقاء الدنيا ، وقد نشأت العداوة بين البشر والشيطان ، فإبليس عدو لآدم وزوجه حواء ولذريتهما ، والبشر أعداء له ، فاحذروا إغواءه : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ ، فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ، إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) [فاطر ٣٥ / ٦] فألهم الله آدم كلمات ، فعمل بها هو وزوجته وتابا توبة