وفي هذه القصة موضوعات ستة (١).
الأول ـ خلق آدم من طين : أبان القرآن الكريم أن أصل خلق آدم عليهالسلام كان من طين ، من حمأ مسنون ـ متغير ـ حتى إذا أصبح صلصالا كالفخار ، نفخ الله فيه من روحه ، فإذا هو إنسان متحرّك ، ذو قدرات مادية وعقلية ومعنوية ـ أخلاقية ، وكان آدم وحواء أصل النوع الإنساني كما أخبر القرآن ، وقد أثبت العلماء زيف نظرية «دارون» التي تجعل القرد أصلا وأبا للإنسان.
الثاني ـ السجود لآدم : أمر الله تعالى إبليس والملائكة بالسجود لآدم سجود تكريم لا سجود عبادة ، فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس كان من الجنّ ، ففسق عن أمر ربه ، وأبى واستكبر.
الثالث ـ سبب مخالفة إبليس وعقابه : احتجّ إبليس بأنه أفضل من آدم ، وقال : أنا خير منه ، خلقتني من نار ، وخلقته من طين ، والنار باعتبار ما فيها من الارتفاع والعلو أشرف من الطين الذي هو عنصر ركود وخمود ، فطرده الله من الجنة بسبب الكبر ونسبته الظلم إلى الله ، لكنه طلب الإنظار إلى يوم الدّين ، فأنظره الله ، وتوعد آدم بإغواء ذريته ، فردّ الله عليه بأن عباد الله المخلصين لا سلطان له عليهم ، وتوعده ومن تبعه بالنار.
الرابع ـ استخلاف آدم في الأرض : أخبر الله تعالى ملائكته أنه سيجعل آدم خليفة عنه في الأرض يكون له سلطان في التصرف في موادها ، فتساءلوا على سبيل العلم والحكمة ، كيف تجعل في الأرض المفسدين وسفاكي الدماء ، وهم ـ أي الملائكة ـ أهل الطاعة واجتناب المعصية؟ فأجابهم الحقّ سبحانه أنه يعلم في هذا المخلوق من الأسرار ما لا يعلمون ، واختصه بعلم ما لا يعلمون.
__________________
(١) قصص الأنبياء للأستاذ عبد الوهاب النجار : ص ٢ وما بعدها ، ط رابعة.