فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤))
الإعراب :
(إِذْ) معطوف على (نِعْمَتِيَ) ومنصوب بفعل محذوف تقديره : واذكروا إذ نجيناكم. وكذلك قوله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنا) ، (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى) ، (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى). (فِرْعَوْنَ) ممنوع من الصرف للتعريف والعجمة ، ومعناه في القبطية : التمساح. (يَسُومُونَكُمْ) جملة فعلية في موضع نصب على الحال من آل فرعون. وكذلك (يُذَبِّحُونَ) و (يَسْتَحْيُونَ) حال منهم أيضا.
(واعَدْنا) بمعنى وعدنا ، لأن الأصل في «فاعلنا» أن تكون مشاركة من اثنين ، ولا يحسن هاهنا ، لأن الله تعالى وعد موسى ، ولم يكن من موسى وعد الله تعالى. (اتَّخَذْتُمُ) فعل يتعدى إلى مفعولين ، ويجوز الاقتصار على أحدهما ، الأول منهما (العجل) والثاني مقدر وتقديره : إلها. (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) جملة اسمية في موضع الحال من ضمير (اتَّخَذْتُمُ).
(ذلِكُمْ) أراد المذكور ، وهو يشمل القتل والتوبة.
البلاغة :
(يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) استعارة من السّوم في البيع. (بَلاءٌ) و (عَظِيمٌ) التنكير فيهما للتفخيم والتهويل.
(واعَدْنا) ليست على أصلها وهو المشاركة من اثنين ، وإنما هي بمعنى «وعدنا» كما بينا في الإعراب.
هذا وعطف الفرقان على الكتاب في آية (٥٣) من باب عطف الصفات بعضها على بعض ، لأن الكتاب هو التوراة ، والفرقان هو التوراة أيضا ، فهو كتاب منزل وفارق بين الحق والباطل.
المفردات اللغوية :
(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ) أي آباءكم ، تذكيرا لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا. وفرعون : لقب لمن ملك مصر قبل البطالسة (يَسُومُونَكُمْ) يذيقونكم (سُوءَ الْعَذابِ) أشده أي العذاب الشديد. (يَسْتَحْيُونَ) يبقون نساءكم أحياء ، ويقتلون الرجال ، لقول بعض الكهنة لفرعون : إن مولودا