قد يكون بالخير أو بالشر ، كما قال تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء ٢١ / ٣٥] وقال : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف ٧ / ١٦٨].
وأما أنواع العذاب غير القتل ، فقال ابن إسحاق : كان فرعون يعذب بني إسرائيل ، فيجعلهم خدما وخولا ، وصنفهم في أعماله ، فصنف يبنون ، وصنف يزرعون له ، فهم في أعماله ، ومن لم يكن منهم في صنعة من عمله ، فعليه الجزية ، فسامهم العذاب.
وفرعون : لقب لكل من ملك مصر قبل البطالسة ، مثل قيصر لملك الروم ، وكسرى لملك الفرس ، وتبّع لملك اليمن ، والنجاشي لملك الحبشة ، وخاقان لملك الترك ، وبطليموس لمن ملك الهند.
ونسب الله تعالى إلى آل فرعون ـ وهم إنما كانوا يفعلون بأمره وسلطانه ـ لتولّيهم ذلك بأنفسهم ، وليعلم أن المباشر مأخوذ بفعله (١). قال الطبري : فكذلك كل قاتل نفسا بأمر غيره ظلما ، فهو مقتول عندنا به قصاصا ، وإن كان قتله إياه بإكراه غيره له على قتله(٢).
٢ ـ عبور بني إسرائيل في البحر الأحمر سالمين بعد تهيئة طريق يابس سلكوه ، وإغراق فرعون وجنوده. وقد كان فرق البحر من معجزات موسى عليهالسلام كمعجزات سائر الأنبياء التي يظهرها الله تعالى على أيديهم ، لتصديق الناس إياهم ، وهي سنة في الكون يخلقها الله متى شاء على يد من يصطفيه من عباده.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١ / ٣٨٥
(٢) تفسير الطبري : ١ / ٢١٤