المناسبة :
ترتبط هذه الآيات بما قبلها التي ذكر فيها بعض جرائم اليهود ، من نقض الميثاق ، والاعتداء في السبت ، والتمرد في تطبيق التوراة ، فهي استمرار في تعداد مساوئهم ، وهي مخالفتهم الأنبياء ومعاندة الرسل عليهمالسلام ، والتلكؤ في امتثال أوامر الله تعالى.
سبب القصة :
روى ابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني قال : «كان رجل من بني إسرائيل عقيما لا يولد له ، وكان له مال كثير ، وكان ابن أخيه وارثه ، فقتله ، ثم احتمله ليلا ، فوضعه على باب رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه عليهم ، حتى تسلحوا وركب بعضهم على بعض.
فقال ذوو الرأي منهم والنّهى : علام يقتل بعضكم بعضا ، وهذا رسول الله فيكم؟ فأتوا موسى عليهالسلام ، فذكروا ذلك له ، فقال : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ..) قال : فلو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة ، ولكنهم شددوا ، فشدد عليهم ، حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها ، فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها.
فقال : والله ، لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا ، فأخذوها بملء جلدها ذهبا ، فذبحوها ، فضربوه ببعضها ، فقام ، فقالوا : من قتلك؟ فقال : هذا ـ لابن أخيه ، ثم مال ميتا ، فلم يعط من ماله شيئا ، فلم يورث قاتل بعد (١) ، وفي رواية : «فأخذوا الغلام فقتلوه».
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ١ / ١٠٨