(قُولُوا : آمَنَّا) خطاب للمؤمنين. (وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ) من الصحف العشر. (الْأَسْباطِ) واحدهم سبط أي ولد الولد ، والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب ، والشعوب من العجم ، وهم أولاد يعقوب (وَما أُوتِيَ مُوسى) وهو التوراة وما أوتي عيسى وهو الإنجيل (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى.
(شِقاقٍ) خلاف معكم ، مأخوذ من الشق وهو الجانب ، فكأن كل واحد في شق غير شق صاحبه ، لما بينهما من عداوة.
سبب نزول الآية (١٣٣):
نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم : ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟.
وسبب نزول الآية (١٣٥):
هو ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قال ابن صوريا للنبي صلىاللهعليهوسلم : ما الهدى إلا ما نحن عليه ، فأتبعنا يا محمد تهتد ، وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل الله فيهم : (وَقالُوا : كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا).
وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال : نزلت في رؤوس يهود المدينة : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الصيف ، وأبي ياسر بن أخطب ، وفي نصارى أهل نجران ، وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين ، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها ، فقالت اليهود : نبينا موسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا التوراة أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن ، وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا ، فلا دين إلا ذلك ، ودعوهم إلى دينهم.