ك (قُلُوبِهِمْ) و (أَبْصارِهِمْ) إما لأن السمع مصدر ، والمصدر : اسم جنس يقع على القليل والكثير ، أو على تقدير مضاف بلفظ الجمع ، أي مواضع سمعهم ، أو اكتفاء باللفظ المفرد لما أضافه إلى الجمع ، وهو يفيد العموم ، والمراد به الجمع.
البلاغة :
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ..) فيه التيئيس من إيمان الكفار ، بسبب عدم استعدادهم للإيمان.
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) استعارة تصريحية ، شبه قلوبهم لتأبيها عن الحق بالوعاء المختوم عليه ، واستعارة لفظ الختم بطريق الاستعارة التصريحية ، للتصريح بلفظ المشبه به وحذف المشبه وأداة التشبيه ووجه الشبه.
(وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) : التنكير فيه للتعظيم والتهويل ، ثم وصفه مع ذلك بعظيم يدل على أنه بالغ حدّ العظمة كمّا وكيفا ، فهو شديد الإيلام ، وطويل الزمان.
المفردات اللغوية :
الكفر : ستر الشيء وتغطيته ، ومن كفر فقد غطى الحقيقة وستر نعم الله عليه ، وكل من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر.
(أَأَنْذَرْتَهُمْ) الإنذار : الاعلام مع التخويف.
(خَتَمَ اللهُ) طبع الله عليها بالخاتم ، والمراد : أغلقت قلوبهم ، فلا يدخلها إيمان ونور. (غِشاوَةٌ) غطاء وستر ، والمقصود : التعامي عن النظر إلى آيات الله.
المناسبة وسبب النزول :
أتبع الله تعالى هذه الآية بعد بيان أحوال المؤمنين ، لعقد مقارنة بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر ، لأن الكفر ضد الإيمان ، والمؤمنون ناجون ، والكفار هالكون خالدون في نار جهنم.
وسبب النزول في أصح الروايات : ما أخرجه الطبري عن ابن عباس والكلبي أن هاتين الآيتين نزلتا في رؤساء اليهود ، منهم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراؤهما (١).
__________________
(١) تفسير الطبري : ١ / ٨٤ ، تفسير القرطبي : ١ / ١٨٤