لا يُفْلِحُونَ. مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ، ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ، ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ ، بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) [يونس ١٠ / ٦٩ ـ ٧٠] وقوله : (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) [لقمان ٣١ / ٢٤] وقوله : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ، ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) [القصص ٢٨ / ٦١].
وبعد أن ذكر حال الكفار في الدنيا وأن مآلهم إلى النار ، ذكر حال المؤمنين المتقين : الذين اتقوا ربهم بفعل الطاعات وترك المنهيات ، ولهم جنات النعيم ، خالدين فيها أبدا ، تكريما من عند الله ، وما عند الله من الكرامة فوق ما تقدم خير وأفضل مما يتمتع به الذين كفروا من متاع قليل فان. وهذا كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ، خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) [الكهف ١٨ / ١٠٧ ـ ١٠٨]. روى ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنما سمّوا الأبرار ؛ لأنهم بروا الآباء والأبناء ، كما أن لوالديك عليك حقا ، كذا لولدك عليك حق». ثم أخبر الله تعالى عن طائفة من أهل الكتاب اهتدوا بالقرآن ، كما اهتدوا بما عندهم من هدي الأنبياء ، مثل عبد الله بن سلام وأصحابه والنجاشي ، وقد وصفهم الله بصفات ممتازة هي :
١ ـ الإيمان بالله إيمانا صادقا تاما.
٢ ـ الإيمان تفصيلا بالقرآن المنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهو الكتاب الإلهي الوحيد الباقي السالم من التحريف.
٣ ـ الإيمان إجمالا بما أنزل إليهم من التوراة والإنجيل.
٤ ـ الخشوع لله وهو ثمرة الإيمان الصحيح ، ومتى خشع القلب لله خشعت النفس كلها.