١ ـ فريق ذكروا ما أصابهم ، فعرفوا أنه كان بتقصير من بعضهم ، وذكروا وعد الله بنصرهم ، فاستغفروا لذنوبهم وآمنهم ربهم.
٢ ـ وفريق أذهلهم الخوف ، حتى شغلوا عن كل ما سواه ، إذ لم يثقوا بوعد الله ولم يؤمنوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وأما سبب انهزام المؤمنين يوم أحد فكان بتأثير الشيطان وإغوائه ووسوسته ، وبما اقترفوا من ذنوب سابقة ، فإنه ذكرهم خطايا سلفت منهم ، فكرهوا الثبوت لئلا يقتلوا ، ولكن الله بفضله ورحمته عفا عنهم ولم يعاجلهم بالعقوبة. قال القرطبي : ونظير هذه الآية توبة الله على آدم عليهالسلام ، وقوله عليه الصلاة والسلام : «فحجّ آدم موسى» أي غلبه بالحجة ؛ وذلك أن موسى عليهالسلام أراد توبيخ آدم ولومه في إخراج نفسه وذرّيته من الجنة ، بسبب أكله من الشجرة ؛ فقال له آدم : «أفتلومني على أمر قدّره الله تعالى عليّ قبل أن أخلق بأربعين سنة ، تاب عليّ منه ، ومن تاب عليه ، فلا ذنب له ، ومن لا ذنب له ، لا يتوجّه عليه لوم». وكذلك من عفا الله عنه. وإنما كان هذا لإخباره تعالى بذلك ، وخبره صدق. وغيرهما من المذنبين التائبين يرجون رحمته ويخافون عذابه ، فهم على وجل وخوف ألا تقبل توبتهم ، وإن قبلت فالخوف أغلب عليهم ، إذ لا علم لهم بذلك (١).
تحذير المؤمنين من أقوال المنافقين وترغيبهم في الجهاد وبيان فضله
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٤ / ٢٤٥