(الخوذة) (١) من على رأسه ، وكان الذي رماه في وجهه عمرو بن قميئة الليثي ، الذي أدمى شفته وأصاب رباعيته عتبة بن أبي وقاص.
٤ ـ كان من كوارث أحد أن قتل حمزة عم النبي صلىاللهعليهوسلم وسيد الشهداء ، قتله وحشي الذي كان مملوكا لجبير بن مطعم ، وقد كان جبير قال له : إن قتلت محمدا جعلنا لك أعنة الخيل ، وإن أنت قتلت علي بن أبي طالب جعلنا لك مائة ناقة كلّها سود الحدق ، وإن أنت قتلت حمزة فأنت حر.
فقال وحشي : أما محمد فعليه حافظ من الله لا يخلص إليه أحد. وأما علي ما برز إليه أحد إلا قتله. وأما حمزة فرجل شجاع ، وعسى أن أصادفه فأقتله.
وكانت هند كلما تهيأ وحشي أو مرّت به قالت : إيها أبا دسمة ، اشف واستشف. فكمن له خلف صخرة ، وكان حمزة حمل على القوم من المشركين ؛ فلما رجع من حملته ، ومرّ بوحشي زرقه بالمزراق (رمح قصير) فأصابه فسقط ميّتا ، رحمهالله ورضي عنه. قال ابن إسحاق : فبقرت هند عن كبد حمزة ، فلاكتها ، ولم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها ، ثم علت على صخرة مشرفة ، فصرخت بأعلى صوتها ، فقالت أبياتا مطلعها :
نحن جزيناكم بيوم بدر |
|
والحرب بعد الحرب ذات سعر |
ما كان عن عتبة لي من صبر |
|
ولا أخي وعمّه وبكري |
٥ ـ دل قوله تعالى : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) على أن التوكل على الله من الإيمان. والتوكل في اللغة : إظهار العجز والاعتماد على الغير. وأما في الشرع فليس هو ترك الأسباب ، كما زعم قوم ، وإنما هو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض ، واتباع سنة نبيهصلىاللهعليهوسلم في السعي فيما لا بد منه من الأسباب من
__________________
(١) وهي زرد ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.