ما يعبد المشركون ، وفي نهايتهم ، فكل ما يعبدون باطل وجهل وضلال ، وعذابهم محقق لا شك فيه ، وفي هذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم ووعيد لقومه.
إنهم يعبدون الأوثان والأصنام مثلما يعبد آباؤهم ، فهم مثلهم في الجهل ، وهم مقلدون لهم ، فليس لهم مستند فيما هم فيه إلا اتباع الآباء في الجهالات ، وسيجزيهم الله على ذلك أتم الجزاء ، فيعذبهم عذابا لا يعذبه أحدا ، أما حسنات أعمالهم في الدنيا فقد وفاهم الله إياها في الدنيا قبل الآخرة تماما غير منقوص ، فإذا كانوا محسنين فيها كبّر الوالدين وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الفقراء ، وفعل الخير ، فإن الله تعالى يوفيهم جزاءهم عليها في الدنيا بسعة الرزق والصحة ، والسرور ، ودفع الضرر ، وهو جزاء عاجل زائل ، وتمام غير نقص ؛ بمقتضى العدل الإلهي ، فلا يغترن أحد بما يراه في الكفار أحيانا من نعمة ورخاء في الدنيا ، فإن لهم الدنيا فقط ، ويحرمون من نعيم الآخرة ، وليس لهم فيها إلا العذاب الشديد بسبب كفرهم بالله تعالى.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على الأحكام التالية :
١ ـ الأنبياء على صدق تام فيما أخبروا به من أخبار الماضين ، ومغيبات المستقبل ، سواء في عالم الدنيا ، أو في عالم الآخرة ، من وقوع العذاب والعقاب ، والحشر والحساب : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ) أي لعبرة وموعظة لمن يخشى عذاب القيامة. وقوله : (مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) يدل على إثبات الحشر ، فالجمع : الحشر ، أي يحشرون ليوم القيامة. وهو يوم يشهده البر والفاجر ، ويشهده أهل السماء.
٢ ـ البعث حق ، ولكن اقتضت حكمة الله تأخير يومه لأجل معلوم معدود سبق به قضاؤه.