وقلب الأعيان ، والاطلاع على شيء من علم الغيب. والرؤيا الصادقة من الله ، وهي التي خلصت من الأضغاث (١) والأوهام ، قال صلىاللهعليهوسلم فيما رواه الشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي قتادة : «الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان». والتصديق بالرؤيا الصالحة حق.
أما رؤيا الكافر والفاجر والفاسق والكاذب ، وإن صدقت رؤياهم في بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة ؛ إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب ، يكون خبره ذلك نبوة. ومن المعلوم أن الكاهن وغيره قد يخبر بكلمة الحق فيصدق ، لكن ذلك نادر وقليل ، فكذلك رؤيا هؤلاء.
وحقيقة الرؤيا : هي إدراك حقيقة في أثناء النوم ، وأكثر ما تكون في آخر الليل ، لقلة غلبة النوم ، وتسمى أحلام اليقظة ، فيخلق الله للرائي علما ناشئا. ولا يرى الرائي في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة ، فلا يرى المستحيل ، وإنما يرى الجائزات المعتادات. ويمثل الله في الرؤيا للرائي صورة محسوسة ، قد توافق الواقع ، وقد تكون لمعاني معقولة غير محسوسة ، وفي الحالتين قد تكون مبشّرة أو منذرة.
٢ ـ لا تقص الرؤيا على غير عالم ولا محب ولا ناصح ، ولا على من لا يحسن التأويل فيها ، أخرج الترمذي حديثا : «الرؤيا معلّقة برجل طائر ، ما لم يحدّث بها صاحبها ، فإذا حدّث بها وقعت ، فلا تحدّثوا بها إلا عاقلا أو محبّا أو ناصحا».
٣ ـ يطلب كتمان النعمة أمام من تخشى غائلته حسدا وكيدا ، حتى توجد وتظهر ، كما ورد في حديث أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن عمر : «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود».
__________________
(١) سميت الرؤيا الكاذبة أو الحلم ضغثا ؛ لأن فيها أشياء متضادة ، وهي من الشيطان.