صلىاللهعليهوسلم فيما يرويه البخاري ومسلم وأصحاب السنن إلا ابن ماجه عن النعمان بن بشير : «اتقوا الله ، واعدلوا بين أولادكم» وما يرويه الطبراني عن النعمان بن بشير أيضا : «اعدلوا بين أولادكم في النّخل ، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف».
ثم ذكر الله تعالى مؤامرتهم بقوله : (اقْتُلُوا ..) أي ومما قالوا ، أي قال بعض إخوة يوسف لبعض : (اقْتُلُوا يُوسُفَ) حسما للمشكلة ، أو انبذوه في أرض مجهولة عن العمران ، فلا يستطيع الرجوع إلى أبيه ، فإن فعلتم ذلك تستريحوا منه ، ويصف لكم وجه أبيكم ، وتخلوا أنتم مع أبيكم ، والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها ، وتكونوا من بعد يوسف أو بعد قتله أو طرحه أرضا قوما تائبين إلى الله مما جنيتم عليه ، أو يصلح ما بينكم وبين أبيكم بعذر تمهدونه ، أو تصلح دنياكم وتنتظم أموركم بعده ، بخلوّ وجه أبيكم ، فيرضى عنكم ربكم وأبوكم.
(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ ...) أي قال أكبرهم وهو يهوذا ، وقيل : روبيل : لا تقدموا على قتله ، فإن القتل جريمة عظيمة ، وهو أخوكم ، ولكن ألقوه في أسفل البئر ، يلتقطه بعض المسافرين الذين يسيرون في الأرض للتجارة ، فتستريحوا منه بهذا ، ويتحقق غرضكم وهو إبعاده عن أبيه ، ولا حاجة إلى قتله ، إن كنتم فاعلين ، أي عازمين على ما تقولون ، وفاعلين ما هو الصواب ، فهذا هو الرأي.
وقوله : (اقْتُلُوا يُوسُفَ) فيه حذف ، أي قال قائل منهم : اقتلوا.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ في قصة يوسف وإخوته دلالة على صدق الرسل ، وعبرة تمخضت عنها