فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ التنبيه على قصر مدة المكث في الدنيا ، والاستفادة من تلك المدة بأقصى قدر ممكن للقيام بالطاعات والتقرب بالقربات ، واجتناب المحظورات والمنهيات.
٢ ـ إن شدة العذاب التي يرتع بها الكفار في نار جهنم أنستهم مدة مكثهم في الدنيا أحياء ، وفي القبور أمواتا. لذا أحالوا الجواب على الحاسبين العارفين بذلك ، أو على الملائكة الذين كانوا معهم في الدنيا.
٣ ـ قرر الله تعالى أن مدة المكث أو اللبث في الدنيا قليلة لتناهيها بالنسبة إلى المكث في النار ، لأنه لا نهاية له ، لو علم الناس بذلك ، فيكون المراد من قوله تعالى : (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أن زمن الدنيا قليل لو علمتم البعث والحشر ، لكنكم لما أنكرتم ذلك صرتم تعدونه طويلا.
٤ ـ إن للمخلوقات رسالة سامية في الحياة ، وهي إطاعة الله تعالى فيما أمر ، وعبادته بحق ، واجتناب ما نهى عنه ، فإنه تعالى لم يخلق الناس عبثا أي لعبا باطلا ، دون قصد ولا حكمة ، وإنما خلقهم لأداء مهمة خطيرة معينة ، هي إظهار العبودية لله ، قال الحكيم الترمذي أبو عبد الله محمد بن علي : إن الله تعالى خلق الخلق عبيدا ليعبدوه ، فيثيبهم على العبادة ، ويعاقبهم على تركها ، فإن عبدوه فهم اليوم له عبيد أحرار كرام من رقّ الدنيا ، ملوك في دار السلام ، وإن رفضوا العبودية ، فهم اليوم عبيد أبّاق سقّاط لئام ، وغدا أعداء في السجون بين أطباق النار.
وروى ابن أبي حاتم عن رجل من آل سعيد بن العاص قال : كان آخر خطبة