بالحرارة والبرودة ، وتعاقبهما بنظام ثابت دقيق ، إن في ذلك لدليلا على عظمته تعالى ، وعظة لمن تأمل فيه من ذوي العقول ، كما قال تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [آل عمران ٣ / ١٩٠] ، وقال النبي صلىاللهعليهوسلم ـ فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضياللهعنه ـ : «قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلّب الليل والنهار».
النوع الرابع ـ أنواع المخلوقات :
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ..) إلى قوله : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) بعد أن استدل الله تعالى على وحدانيته وقدرته بعالم السماء والأرض وبالآثار العلوية ، استدل بأحوال الحيوانات على اختلاف أشكالها وألوانها وحركاتها وسكناتها ومهماتها ، فذكر أنه سبحانه خلق كل أنواع الحيوانات التي تدب على الأرض من ماء واحد هو جزء مادتها وأساس تكوينها ، أو هو النطفة التي يحملها المني الحيواني الذي تلقح به بويضة الأنثى في منيها. وسبب تخصيص الماء بالذكر أنه أصل الخلقة الأول ، ولأنه لا بقاء للحيوان بدونه ، ولأن آثار التراب تمتزج فيه.
وأنواع الحيوان كثيرة ، فمنها من يمشي زحفا على بطنه بانقباض عضلات البطن وانبساطها كالحيات والأسماك وسائر الزواحف. وسمي زحفها مشيا إشارة إلى كمال القدرة وتحقيقها هدف المشاة وهو الانتقال والحركة للبحث عن الرزق وتحقيق الغايات.
ومنها من يمشي على رجلين كالإنسان والطير.
ومنها من يمشي على أربع كالأنعام وسائر وحوش البر.
والله سبحانه يخلق بقدرته ما يشاء ، وهذا تعبير إجمالي يدخل آلاف أنواع