وبعد الأمر بطاعة الله تعالى وطاعة الرسول صلىاللهعليهوسلم أمر الله تعالى بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة شكرا للنعمة ، وإحسانا إلى عباد الله الفقراء ، مكررا للتأكيد الأمر بطاعة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فقال:
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ، وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ، لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي وأدوا الصلاة في أوقاتها تامة الأركان والشروط ، واعبدوا الله وحده لا شريك له ، وأعطوا الزكاة المفروضة عليكم ؛ لما فيها من الإحسان إلى الضعفاء والفقراء ، وأطيعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما أمركم به أو نهاكم عنه أو زجركم عنه ، لعل الله يرحمكم بذلك ، وينجيكم من عذاب أليم. ولا شك أن من فعل هذا سيرحمهالله ، كما قال : (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) [التوبة ٩ / ٧١].
وأما المتنكرون لطاعة الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم فهم كما قال تعالى :
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ ، وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي لا تظنن أيها الرسول أن الذين خالفوك وكذبوك وكفروا برسالتك يعجزون الله ويفرون من سلطانه إذا أراد إهلاكهم ، بل الله قادر عليهم ، وسيعذبهم على ذلك أشد العذاب في الدنيا بألوان مختلفة فردية كالمرض والهم والقلق والانتحار ، أو جماعية كالقتل في الحروب والزلازل والبراكين والحرق والغرق ، ومأواهم في الآخرة نار جهنم ، وبئس المآل مآل الكافرين ، وبئس المرجع والقرار والمهاد. ومعجزين : معناه فائتين ، والمصير : المرجع ، كما بيّنا.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه هي أصول دولة الإيمان ، تنبئ عن قواعد ومبادئ أهمها الجمع بين الإيمان والعمل الصالح ، وثمرتها أولا ـ إنجاز وعد الله بالعزة والسيادة في الأرض في الدنيا ، ونصرة الإسلام على الكفر ، وتمكين هذا الدين المرتضى وهو دين