تأكلوا كيف شئتم مجتمعين أو متفرقين.
وهذه رخصة من الله تعالى في أن يأكل الرجل وحده ومع الجماعة ، لكن الأكل مع الجماعة أبرك وأفضل ؛ روى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن رجلا قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : إنا نأكل ولا نشبع ، قال : «لعلكم تأكلون متفرقين ، اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه». وروى ابن ماجه أيضا عن عمر رضياللهعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «كلوا جميعا ، ولا تفرقوا ، فإن البركة مع الجماعة».
ثم ذكر الله تعالى حكم تحية الداخل على بيته فقال :
(فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي فليسلّم بعضكم على بعض ، أو فإذا دخلتم بيتا من هذه البيوت لتأكلوا فابدءوا بالسلام على أهلها الذين هم منكم دينا وقرابة. وعبر بقوله : (أَنْفُسِكُمْ) للدلالة على أنهم منكم بمنزلة أنفسكم ، فكأنكم حين تسلمون عليهم تسلمون على أنفسكم.
(تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً) أي حيوا تحية ثابتة بأمر الله ، مشروعة من لدنه ، يرجى منها زيادة الخير والثواب ، ويطيب بها قلب المستمع ؛ لأن معنى التحية والتسليم طلب السلامة والحياة للمسلّم عليه ، ووصفها بالبركة والطيب ؛ لأنها دعوة مؤمن لمؤمن ترجى بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق ، وتستجلب فيها مودة المسلم.
قال قتادة : إذا دخلت على أهلك فسلّم عليهم ، وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد ، فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنه كان يؤمر بذلك. وكذلك قال مجاهد وابن عباسرضياللهعنهم.
وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال : «إذا دخلت على أهلك فسلّم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة».