بعضا ، فيقال : يا محمد أو يا أبا القاسم ، وإنما يقال : يا رسول الله ، في رفق ولين ، وبتشريف وتفخيم ، كما قال تعالى في سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [٣].
٧ ـ تكرر في الآيات التأكيد على إحاطة علم الله بكل شيء ، ومنه نوايا المنافقين وأفعالهم وأقوالهم : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وبيان علم الله في هذه الأحوال للتحذير والوعيد والزجر عن مخالفة أمره.
٨ ـ احتج الفقهاء بقوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) على أن الأمر للوجوب وعلى وجوب طاعة الرسول صلىاللهعليهوسلم ؛ لأن الله تبارك وتعالى قد حذر من مخالفة أمره ، وتوعد بالعقاب عليها بقوله : (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فتحرم مخالفته ، فيجب امتثال أمره. ومخالفة أمره توجب أحد أمرين : العقوبة في الدنيا كالقتل والزلازل والأهوال وتسلط السلطان الجائر ، والطبع على القلوب بشؤم مخالفة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، والعذاب الشديد المؤلم في الآخرة.
وقوله : (يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) معناه : يعرضون عن أمره ، أو يخالفون بعد أمره.
٩ ـ لله جميع ما في السموات والأرض ملكا وخلقا وعلما ، ومنه العلم بأحوال المنافقين ، فهو يجازيهم به ، ويخبرهم بأعمالهم يوم القيامة ، ويجازيهم بها ، والله علام بكل شيء من أعمالهم وأحوالهم. وهذا دليل على القدرة الفائقة لله تعالى ، واقتداره على المكلف فيما يعامل به من مجازاة بثواب أو بعقاب ، وعلمه بما يخفيه ويعلنه ، وأن له تعالى فصل القضاء.
آمنت بالله