دلالات على قدرة الله تعالى. (لَمُبْتَلِينَ) مختبرين ممتحنين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه ، أي معاملتهم معاملة من يختبر.
المناسبة :
الارتباط بين هذه الآيات وبين ما قبلها جار على وفق العادة في سائر الآيات ، بذكر قصص الأنبياء بعد بيان أدلة التوحيد ، والقصد هو بيان كفران الناس بعد تعداد النعم المتلاحقة عليهم ، وما حاق بهم من زوالها.
فبعد أن ذكر الله تعالى دلائل التوحيد من خلق الإنسان ، والحيوان ، والنبات ، وخلق السموات والأرض ، وعدّد نعمه على عباده ، ذكر هنا الحالات المماثلة لكفار مكة من المكذبين من الأمم السابقة ، فذكر خمس قصص : هي قصة نوح ، وقصة هود ، وقصة صالح ولوط وشعيب ، وقصة موسى وهارون وفرعون ، وقصة عيسى وأمه.
التفسير والبيان :
يبين الله تعالى موقف نوح عليهالسلام مع قومه حينما أنذرهم عذاب الله ، وبأسه الشديد ، وانتقامه ممن أشرك به ، وخالف أمره ، وكذب رسله ، فقال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) ... (تَتَّقُونَ) :
أي ولقد بعثنا نوحا إلى قومه ، فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، وقال لهم : ألا تتقون ، أي ألا تخافون من الله في إشراككم به؟
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا ..) أي فقال السادة والأكابر منهم : ما نوح إلا بشر مثلكم ، ورجل منكم ، يريد أن يترفع عليكم ويتعاظم بدعوى النبوة ، وليس له ميزة في علم ولا خلق ، فكيف يكون نبيا يوحى إليه دونكم وهو مثلكم؟!