(يَعْمَهُونَ) يترددون (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) يعني القتل يوم بدر أو الجوع (فَمَا اسْتَكانُوا) تواضعوا وخضعوا وذلوا (وَما يَتَضَرَّعُونَ) لا يرغبون إلى الله بالدعاء ، بل أقاموا على عتوهم واستكبارهم (حَتَّى) ابتدائية (ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) صاحب عذاب ، هو يوم بدر بالقتل (مُبْلِسُونَ) متحيرون آيسون من كل خير.
سبب النزول :
نزول الآية (٦٧):
(مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ..) : أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كانت قريش تسمر حول البيت ، ولا تطوف به ، ويفتخرون به ، فأنزل الله : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ).
نزول الآية (٧٦):
(وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ ..) : أخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس قال : جاء أبو سفيان إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا محمد ، أنشدك بالله والرحم ، قد أكلنا العلهز ، يعني الوبر والدم ، فأنزل الله : (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ ، فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ).
وأخرج البيهقي في الدلائل بلفظ أن ثمامة بن أثال الحنفي ، لما أتي به للنبيصلىاللهعليهوسلم ، وهو أسير ، خلّى سبيله ، وأسلم ، فلحق بمكة ، ثم رجع ، فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة ، حتى أكلت قريش العلهز ، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال : بلى ، قال : فقد قتلت الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع ، فنزلت.
المناسبة :
بعد أن بيّن الله تعالى أن الدين يسر لا عسر ، فلا تكليف إلا بقدر الطاقة ،