رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أي الذنب أعظم؟ قال : «أن تجعل لله ندّا ، وهو خلقك» ، قلت : ثم أي؟ قال : «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» ، قلت : ثم أي؟ قال : «أن تزاني حليلة جارك» فأنزل الله تصديقها : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) الآية.
وأخرج الشيخان عن ابن عباس : أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا محمدا صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة؟ فنزلت : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) إلى قوله : (غَفُوراً رَحِيماً). ونزل : (قُلْ : يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية [الزمر ٣٩ / ٥٣].
سبب نزول الآية (٧٠):
(إِلَّا مَنْ تابَ) : أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال : لما أنزلت في الفرقان : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ، وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) الآية ، قال مشركو أهل مكة : قد قتلنا النفس بغير حق ، ودعونا مع الله إلها آخر ، وأتينا الفواحش ، فنزلت: (إِلَّا مَنْ تابَ) الآية.
المناسبة :
بعد أن أبان الله تعالى جهالات المشركين وطعنهم في القرآن والنبوة ، وإعراض الكافرين عن السجود له ، بالرغم من اطلاعهم على دلائل التوحيد والقدرة الإلهية ، ذكر صفات المؤمنين عباد الرحمن التي استحقوا من أجلها أعلى منازل الجنان ، وأنه خصّ اسم العبودية بالمشتغلين بالعبادة ، مما يدل على أن هذه الصفة من أشرف صفات المخلوقات ، فمن أطاع الله وعبده وشغل سمعه وبصره وقلبه ولسانه بما أمره ، فهو الذي يستحق اسم العبودية.