(٦) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩))
الإعراب :
(فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ فَظَلَّتْ) في موضع جزم بالعطف على (نُنَزِّلْ). و (أَعْناقُهُمْ) : اسمها ، و (خاضِعِينَ) : خبرها.
وإنما قال (خاضِعِينَ) لأنه أراد بالأعناق الرؤساء ، أي فظلت الرؤساء خاضعين لها ، أو بتقدير مضاف محذوف ، أي فظلت أصحاب الأعناق.
البلاغة :
(فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) كناية عن الذل والهوان الذي يلحقهم.
(فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وعيد وتهديد.
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ) استفهام للتوبيخ على إهمال النظر في دلائل وجود الله وتوحيده.
المفردات اللغوية :
(طسم) تقرأ طا ، سين ، ميم ، مع إدغام السين في الميم والمراد بهذه الأحرف الهجائية كما بينا سابقا الإشارة إلى إعجاز القرآن الكريم ، وتحدي العرب بالإتيان بمثله ، مع أنه مركب من الحروف الهجائية التي تتركب منها لغتهم ، وينطق بها كل عربي ، وهم أساطين البيان وفرسان الفصاحة والبلاغة. وعليه ، فهي حروف تنبيه مثل ألا ونحوها ، ويا للنداء.
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) أي هذه الآيات في هذه السورة ، أو آيات القرآن كله ، هي آيات القرآن الظاهر إعجازه وصحته ، والمظهر الحق من الباطل ، وإضافة (آياتُ) إلى (الْكِتابِ) بمعنى من (لَعَلَّكَ) يا محمد ، ولعل : هنا يراد بها الاستفهام المقصود به الإنكار والإشفاق ، أي أشفق على نفسك بتخفيف هذا الغم. (باخِعٌ نَفْسَكَ) قاتلها أو مهلكها غما وحزنا. (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) أي من أجل عدم إيمان قومك أهل مكة. وأصل البخع : أن يبلغ بالذّبح البخاع : وهو عرق في فقرات الرقبة ، مبالغة في الذبح. (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) دلالة ملجئة إلى الإيمان ، أو بلية قاسرة عليه. (فَظَلَّتْ) بمعنى المضارع ، أي تظل