الأرض التي خلقها الله ، وأنبت فيها من كل صنف كثير النفع من الزروع والثمار ، فيستدلوا بذلك على عظمة سلطان الله ، وباهر قدرته ، فهو موجود واحد قادر على كل شيء من هداية القوم وغيرها.
والجمع بين (كَمْ) و (كُلِ) لدلالة (كُلِ) على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل ، ودلالة (كَمْ) على أن هذا المحيط متكاثر ، فجمع بين الكثرة والإحاطة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) أي في ذلك الإنبات لدلالة على قدرة الخالق للأشياء ، وقدرته على البعث والإحياء ، ومع هذا ما آمن أكثر الناس ، بل كذبوا به وبرسله وكتبه ، وخالفوا أمره ، وارتكبوا نهيه.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) أي وإن ربك أيها الرسول لهو القادر على كل ما يريد ، القاهر الغالب الذي قهر كل شيء وغلبه ، الرحيم بخلقه ، فلا يعجل على من عصاه ، بل يمهله ويؤجله ، لعله يرجع عن غيه ، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ إن القرآن الكريم كلام الله المعجز الواضح الجلي الذي أبان الحق وزيّف الباطل ، وقرر الأحكام ، ودعا إلى الهدى والرشاد.
٢ ـ لا حاجة بك أيها النبي إلى الإسراف في الأسى والحزن على تكذيب القوم وإعراضهم عن رسالتك ، وعدم إيمانهم بالقرآن ودعوة الإسلام.
٣ ـ إن الله جلت قدرته قادر على إنزال معجزة ظاهرة تجبرهم على الإيمان ، ولكنه لم يفعل ؛ لأن سنته وحكمته اقتضت جعل الإيمان اختياريا لا قسر فيه ولا