إكراه : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ) [البقرة ٢ / ٢٥٦].
٤ ـ بالرغم من تجدد المواعظ والمذكّرات فإن المشركين أعرضوا عن الهدى ، وكذبوا بالمنزل على الأنبياء ، فسوف يأتيهم عاقبة ما كذبوا ، والذي استهزءوا به.
ويلاحظ أنه تعالى وصف الكفار بالإعراض عن القرآن المنزل أولا ، وبالتكذيب ثانيا ، والإنكار إلى درجة الاستهزاء ثالثا.
٥ ـ احتجت المعتزلة بقوله تعالى : (مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ) على خلق القرآن فقالوا : الذكر هو القرآن ، لقوله تعالى : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ) [الأنبياء ٢١ / ٥٠] وبيّن في هذه الآية أن الذكر محدث ، فيلزم منه أن القرآن محدث ، والجواب : أن الحدوث إنما هو لهذه الألفاظ المتلوة بالوحي الحاصل ، أما أصل القرآن الذي هو كلام الله فهو قديم قدم الله تعالى.
٦ ـ نبّه الله تعالى بقوله (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ ..) على عظمته وقدرته ، وأنهم لو رأوا بقلوبهم ونظروا ببصائرهم ، لعلموا أن الله هو الذي يستحق أن يعبد ، إذ هو القادر على كل شيء ، لذا قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) أي إن فيما ذكر من الإنبات في الأرض لدليلا واضحا على أن الله قادر ، ولكن ، وما أكثر الناس بمصدقين ، لما سبق من علمي فيهم ، وإن الله هو المنيع المنتقم من أعدائه ، الرحيم بأوليائه.