يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١))
الإعراب :
(الْأَيْكَةِ) معرّف بالألف واللام ، ومجرور بالإضافة ، يقرأ بالهمزة وبتخفيفها ، وهو الوجه ويقرأ بلام أصلية مفردة «ليكة» بالنصب : اسم بلد ، على أنه ممنوع من الصرف للتعريف (العلمية) والتأنيث ، ووزنه «فعلة». والواقع أن أصل : «ليكة» : الأيكة ، فنقلت حركة الهمزة إلى اللام تخفيفا ثم حذفت ، فاستغني عن همزة الوصل ، وصارت الكلمة «ليكة». وكتبت هنا وفي سورة «ص» بغير ألف اتباعا للفظ.
البلاغة :
(أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) إطناب ؛ لأن وفاء الكيل نهي عن الخسران.
المفردات اللغوية :
(الْأَيْكَةِ) غيضة شجر كثير ناعم ملتف ، قرب مدين ، بعث الله إلى أهلها شعيبا عليهالسلام ، كما بعث إلى مدين ، ولم يكن منهم نسبا ، وكان أجنبيا منهم ، ولذلك قال : (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ) ولم يقل «أخوهم». جاء في الحديث : «إن شعيبا أخا مدين أرسل إليهم ، وإلى أصحاب الأيكة». (أَوْفُوا الْكَيْلَ) أتموه (مِنَ الْمُخْسِرِينَ) الناقصين حقوق الناس بالتطفيف.
(بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) الميزان السوي أو العدل (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) لا تنقصوهم من حقهم شيئا (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) أي لا تفسدوا أشد الإفساد بالقتل والغارة وقطع الطريق ، يقال : عثا في الأرض : أفسد فيها ، و (مُفْسِدِينَ) حال مؤكدة لمعنى عاملها (وَالْجِبِلَّةَ) أي ذوي الجبلة ، أي الخلقة والطبيعة ، يقال : جبل فلان على كذا ، أي خلق ، والمراد : أنهم كانوا على خلقة عظيمة (الْأَوَّلِينَ) من تقدمهم من الخلائق (الْمُسَحَّرِينَ) المغلوبين على عقولهم بكثرة السحر.
(وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) أتوا بالواو للدلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة ، مبالغة في تكذيبه ، أي المسحور البشر (وَإِنْ نَظُنُّكَ إِنْ) مخففة من الثقيلة ، واسمها