وكل هذه القصص من التاريخ الغابر دليل على أن محمدا رسول الله ، وأنه يتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ، وإنذار وتهديد لكل كافر أو مشرك.
التفسير والبيان :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ، فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) أي وتالله لقد بعثنا إلى قبيلة ثمود العربية أخاهم في النسب والقبيلة بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له ، فانقسموا فريقين : فريق مؤمن مصدق برسالته وبما جاء به من عند ربه ، وفريق كافر مكذّب بما جاء به.
وأصبح الفريقان يتجادلان ويتنازعان في الدين ، كل فريق يقول : الحق معي ، وغيري على الباطل ، كما قال تعالى : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ : أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ؟ قالُوا : إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ، قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا : إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) [الأعراف ٧ / ٧٥ ـ ٧٦].
(قالَ : يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)؟ أي قال صالح : يا قومي ، لم تطلبون أو تتعجلون نزول العقاب أو العذاب قبل أن تطلبوا من الله رحمته أو ثوابه إن عملتم بما دعوتكم إليه وآمنتم بي ، والمقصود : أن الله مكنكم من التوصل إلى رحمة الله تعالى وثوابه بالإيمان ، فلما ذا تعدلون عنه إلى استعجال عذابه؟ وكان هذا جوابا لهم حينما توعدهم صالح عليهالسلام بالعذاب إن لم يؤمنوا بالله وحده ، فقالوا : (يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الأعراف ٧ / ٧٧].
(لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي هلا تطلبون من الله المغفرة وتتوبون إليه من كفركم لكي ترحموا!! لأنه إذا نزل العذاب لم تنفعكم التوبة فكان جوابهم :