ماجه عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له». قال القرطبي : وكثير من الأحاديث يدل على هذا القول ، وأن المؤمن يصل إليه ثواب العمل الصالح من غيره (١).
٣ ـ (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) أي إن عمله محفوظ يجده في ميزانه لا يضيع منه شيء ، وسيعرض عليه وعلى أهل المحشر يوم القيامة إشادة به ولو ما للمقصرين ، كما قال تعالى : (وَقُلِ : اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة ٩ / ١٠٥] أي فيخبركم به ويجزيكم عليه أتم الجزاء ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.
٤ ـ (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) أي يجزى الإنسان سعيه ، ويجازى عليه جزاء كاملا غير منقوص ، فيجازى بالسيئة مثلها ، وبالحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف.
٥ ـ (وَأَنَ (٢) إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) أي أن المرجع والمصير يوم القيامة إلى الله سبحانه ، لا إلى غيره ، فيجازي الخلائق بأعمالهم على الصغير والكبير ، وهذا ترهيب وتهديد للمسيء ، وترغيب وحث للمحسن ، يستدعي التأمل في عودة العباد إلى الله يوم المعاد ، وتعرضهم للجزاء على أعمالهم ، كما جاء في آيات أخرى مثل : (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يس ٣٦ / ٨٣]. وروى ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون الأودي قال : قام فينا معاذ بن جبل فقال : يا بني أود ، إني رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليكم ، تعلمون أن المعاد إلى الله ، إلى الجنة أو إلى النار.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٤
(٢) أَنْ هذه : تحتمل الفتح والكسر.