٦ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) أي أضحك من شاء في الدنيا بأن سرّه ، وأبكى من شاء بأن غمّه ، وخلق في عباده الضحك والبكاء والفرح والحزن وسببهما ، وهما مختلفان ، والمراد أن الله خلق ما يسر من الأعمال الصالحة ، وما يسوء ويحزن من الأعمال السيئة. وهذا دليل القدرة الإلهية. وإنما خص بالذكر هذان الوصفان ، لأنهما أمران لا يعللان ، فلا يقدر أحد تعليل خاصية الضحك والبكاء في الإنسان دون الحيوان.
٧ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) أي وأنه تعالى خلق الموت والحياة ، كما في قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك ٦٧ / ٢] فهو سبحانه قادر على الإماتة وعلى الإحياء والإعادة.
٨ ـ (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ : الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ، مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) أي والله هو الذي خلق الصنفين : الذكر والأنثى من كل إنسان أو حيوان ، من مني أو ماء قليل يصب في الرحم ، ويتدفق فيه ، ثم ينفخ الله الروح في النطفة ، فتصير بنية إنسانية ، أو حيوانية ، وهذا من جملة المتضادات التي ترد على النطفة ، فبعضها يخلق ذكرا ، وبعضها يخلق أنثى.
٩ ـ (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) أي إعادة الأرواح إلى الأجساد عند البعث ، فكما خلق الله الإنسان من البداءة ، هو قادر على الإعادة ، وهي النشأة الآخرة يوم القيامة. فهذا إشارة إلى الحشر.
١٠ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) أي وأنه وحده الذي أغنى من يشاء من عباده ، وأفقر من يشاء منهم ، حسبما يرى من الحكمة والمصلحة للخلائق ، فالإغناء والإفقار أو الإعطاء من المال والمنع منه ، كلاهما بيد الله تعالى وفي سلطانه وتصرفه.
١١ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) أي وأنه تعالى رب هذا النجم الوقاد المضيء