(خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) أي يوم يكون أولئك الكفار في ذلك اليوم ذليلة أبصارهم من الذل والهوان ، يخرجون من القبور على هذه الحال من الذل ، كأنهم لكثرتهم واختلاطهم وانتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابة للداعي جراد منتشر منبثّ في الآفاق ، مختلط بعضه ببعض.
وهذا كقوله تعالى : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) [القارعة ١٠١ / ٤].
(مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ، يَقُولُ الْكافِرُونَ : هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) أي مسرعين إلى الداعي ، وهو إسرافيل دون تلكؤ ولا تأخر ، يقول الكفار : هذا يوم صعب شديد الهول على الكفار ، ولكنه ليس بشديد على المؤمنين.
ونظير الآية : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ، عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر ٧٤ / ٩ ـ ١٠]. وهذا يدل بطريق المفهوم على أنه يوم هيّن يسير على المؤمنين.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ اقتراب موعد يوم القيامة ، فكل آت قريب ، وإن مرور عشرات القرون بعد نزول هذه الآية وأمثالها لا يعد شيئا في حساب عمر الدنيا الذي قدّر بخمسة مليارات سنة.
٢ ـ حدوث انشقاق القمر بمكة في عهد النّبي صلىاللهعليهوسلم معجزة له ، قال القرطبي : وقد ثبت بنقل الآحاد العدول أن القمر انشق بمكة ، وهو ظاهر التنزيل ، ولا يلزم أن يستوي الناس فيها ، لأنها كانت آية ليلية ، وأنها كانت