والمرأة ، ثم القرار في الأرحام ، والمرور بأطوار الخلق إلى أن يكتمل الإنسان بشرا سويا تام الخلق. وإذا أقرّ الناس بأن الله هو خالقهم لا غيرهم ، فعليهم الإقرار والاعتراف بالبعث.
والله سبحانه هو الذي يقدر على الإماتة ، والذي يقدر على الإماتة يقدر على الخلق ، وإذا قدر على الخلق قدر على البعث.
والله عزوجل قادر على خلق الأجيال ، جيلا بعد جيل ، وتجديد صفات المخلوقات وأحوالهم ، وصورهم وهيئاتهم ، والقادر على ذلك قادر على الإعادة.
جاء في الخبر : «عجبا كل العجب للمكذّب بالنشأة الأخرى ، وهو يرى النشأة الأولى ، وعجبا للمصدّق بالنشأة الأخرى ، وهو لا يسعى لدار القرار» (١).
وأما دليل الرزق فيشمل المأكول والمشروب وما به إصلاح المأكول. فذكر تعالى المأكول أولا لأنه الغذاء ، بطريق الاستفهام المراد به الطلب ، وهو أخبروني عما تحرثونه من أرضكم ، فتطرحون فيها البذر ، أأنتم تنبتونه وتحصّلونه زرعا ، فيكون فيه السنبل والحبّ ، أم نحن نفعل ذلك؟ وإنما منكم البذر وشقّ الأرض ، فإذا أقررتم بأن إخراج السّنبل من الحبّ ليس إليكم ، فكيف تنكرون إخراج الأموات من الأرض وإعادتهم؟ وأضاف الحرث إلى العباد ، والزرع إليه تعالى ، لأن الحرث فعلهم وباختيارهم ، والزرع من فعل الله تعالى ، وإنباته باختياره ، لا باختيارهم.
أخرج البزار وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في شعب الإيمان ـ وضعفه ـ وابن حبان عن أبي هريرة عن النّبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا يقولن أحدكم : زرعت ، وليقل : حرثت ، فإن الزارع هو الله» قال أبو هريرة : ألم
__________________
(١) تفسير الألوسي : ٢٧ / ١٤٨