سبب النزول :
نزول الآية (٧٥):
(فَلا أُقْسِمُ ..) : أخرج مسلم عن ابن عباس قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أصبح من الناس شاكر ، ومنهم كافر ، قالوا : هذه رحمة وضعها الله ، وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا ، فنزلت هذه الآيات : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) حتى بلغ (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ).
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال : نزلت هذه الآيات في رجل من الأنصار في غزوة تبوك نزلوا الحجر (١) ، فأمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألا يحملوا من مائها شيئا ، ثم ارتحل ونزل منزلا آخر ، وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقام ، فصلى ركعتين ، ثم دعا ، فأرسل الله سحابة ، فأمطرت عليهم حتى استقوا منها ، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق : ويحك أما ترى ما دعا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأمطر الله علينا السماء ، فقال : إنما مطرنا بنوء كذا وكذا.
وفي رواية أخرى لمسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين ، يقول : الكوكب ، وبالكوكب».
المناسبة :
بعد بيان أدلة إثبات الألوهية والبعث والجزاء ، أقام الله تعالى الأدلة على النبوة وصدق القرآن العظيم ، وأقسم بمواقع النجوم تعظيما لشأن القرآن أنه تنزيل من رب العالمين ، ثم وبخ المشركين على اعتقادهم الباطل بجحود الله وتكذيب
__________________
(١) الحجر : ديار ثمود ، واد بين المدينة والشام.