(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) أي فهلاك وشدة عذاب للكافرين في يوم القيامة الذي يوعدون به ، وقيل : اليوم يوم بدر.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن تكذيب الرسل شأن الأمم قديمها وحديثها ، فكما كذب محمدا قومه ، وقالوا : ساحر أو مجنون ، كذّب من قبلهم رسلهم ، وقالوا مثل قولهم ، وكأن أولهم أوصى آخرهم بالتكذيب ، والتواطؤ عليه ، والواقع ليس كذلك ، فلم يوص بعضهم بعضا ، بل جمعهم الطغيان ، وهو مجاوزة الحد في الكفر.
والغرض من الخبر تسلية النبي صلىاللهعليهوسلم عما يلقاه من صدود قومه عن دعوته.
٢ ـ أمر الله نبيه بالإعراض عن جدال قومه ، وطمأنه ربه بأنه غير ملوم. ولا مقصر ، فقد بلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، وإنما هم الملومون بالإعراض والعناد. وهذه تسلية أخرى ، لأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان من كرم أخلاقه وشدة حساسيته ينسب نفسه إلى تقصير في التبليغ ، فيجتهد في الإنذار والتبليغ.
٣ ـ لكن التولي عن القوم ليس مطلقا ، لذا أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بمتابعة التذكير ، فإنه ينفع المؤمنين ، وهم من علم الله سابقا أنهم يؤمنون.
٤ ـ وغاية التذكير : توجيه الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له ، فلم يخلق الله الخلق إلا للعبادة ، فالمقصود من إيجاد الإنسان العبادة ، فيكون التذكير بها ضروريا ، والاعلام بأن كل ما عداها تضييع للزمان ، وفائدة العبادة : التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله.
ثم إن مهمة الأنبياء منحصرة في أمرين : عبادة الله ، وهداية الخلق. وهناك غرض ثالث آخر من ذكر هذه الآية : وهو بيان سوء صنيع الكفار ، حيث تركوا