الملك بيوم الدين لا ينفى الملك فإنهما متلازمان في الله ، مهما كان بينهما عموم من وجه فيمن سوى الله.
ثم الملك ليوم الدين والأمر فيه ومن فيه نجده في آيات أخر ، مما يجعله مثلثا فيه دون إبقاء لأي ملك فيه إلّا ويحويه : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٤ : ٥٥) شاملة لها كلها (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (٨٢ : ١٩) شمولا للأمر كله (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٤٣ : ٨٦) (فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) (٣٤ : ٤٢). (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) (٧٨ : ٣٧).
ثم هنا ليس من الملك والملك إلّا المجازي المستودع لبعض ما في الزمان والمكان ، دون الزمان أيا كان وأيّان ، ودون المكان إلّا خصوص ما يملكه ملكا او ملكا ، فقد يملك الملك وقد لا يملك ، كما قد يكون المالك ملكا وقد لا يكون ، وفيما يجتمعان يختصان ببعض المكان ، وبعض ما ـ او ـ من في الزمان والمكان.
ولكن الله مالك وملك لمثلث الزمان والمكان وما في الزمان والمكان ملكا وملكا حقيقيا لا حول عنه ، فالكون أيا كان لزامه ذاتيا في العمق أنه مملوك لله وهو مالكه وملكه ، إذ (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) (٣٦ : ٨٣) وهي حقيقة الملك والملك ، والملك أعمق تدليلا على السلطة المطلقة من الملك وإن كانت الحقيقة منهما متلازمتان دون فكاك ولا احتكاك ، حيث المالك يملك العبيد وليست لهم أية خيرة أمام المالك ، وللملك سلطة على الرعية ولهم حق المطالبة بما يرونه حقهم ، فلكي تجتثّ خالجة أيّة خيرة للعبيد يوم الدين ياتي هنا (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) دون «ملك» وهما لله سيّان! حيث العبيد أدون حالا