كما وان مالكيته الحقيقية تبرز لنا كريها يوم الدين ، وتزداد ظهور وبهورا لمصدّقيها يوم الدين ، وفي هذه الأربع كفاية لظاهر اختصاص «مالك» هنا ب (يَوْمِ الدِّينِ).
والدين في الأصل هو الطاعة والشريعة ، شريعة الطاعة وطاعة الشريعة ، عنيت منه في (٤٧) موضعا في القرآن ، مهما عني الجزاء بها يوم الجزاء في (١٥) موضعا آخر.
ولكنما الجزاء على طاعة الشرعة وعصيانها هي بروز لحقيقة الطاعة أو عصيانها ، فلها إذا يومان ، يوم التكليف بها وهو الاولى ، ويوم ظهورها بحقيقتها وهو الأخرى ف (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٧ : ٩٠) فالدين هو الطاعة للشّرعة كما هو ظهورها جزاء في الآخرة ف (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) تعني الثانية مهما يملك يوم الأولى كما هيه.
فلأن بروز الطاعة بحقيقتها هو جزاءها في الأخرى ، تسمى يوم الدين ، كما المالكية الإلهية بارزة يوم الدين اكثر مما هي يوم الدنيا ، تختص هنا بيوم الدين.
كما وأن من أيام الله (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) (١٤ : ٥) هي الأيام التي تبرز فيها شريعة الله وحكمه وطاعته ، وهي على الترتيب يوم الرجعة والموت والقيامة ، فيوم الدولة المهدوية (عليه السلام) من أيام الله حيث تظهر فيه شرعة الله كما في قسيميه مهما اختلف ظهور عن ظهور ، كما وقد تظهر قبل دولة المهدي (عليه السلام) موضعيا وعلى هامشها فله نصيب من أيام الله قدر ما له نصيب من تحقيق شرعة الله.
ومالكية يوم الدين تمثّل قاعدة ضخمة رزينة رصينة ، عميقة التأثير في حياة التكليف ، فكثيرون يدينون بألوهية الله وخالقيته ـ أم ـ وتوحيده ، ولا