وإن كنت تعبد لمكان الربوبية فلا تعبد إلّا إياه فانه ـ فقط ـ رب العالمين لا سواه :
وإن كنت تعبد طمعا في الثواب أو خوفا من العقاب فلا تعبد إلّا إياه فانه ـ فقط ـ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لا سواه :
فمثلث : العبادة الحرة وطلب الثواب وخوف العقاب ، منحصر في الله منحسر عن سواه ، فكيف ـ إذا ـ تعبد سواه وقد (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)؟!
ثم الواجب في شرعة التوحيد عبادة الذات «الله» حضورا وإدراكا : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) «ومن زعم أنه يعبد بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب» عبادة من لا يحضره فلا يعرفه اللهم إلّا بما أنعم ، فلولا النعمة لم تكن عبادة! و (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) تنافي الغياب ، فالله تعالى حاضر لك وأقرب إليك منك ، فلتكن حاضرا لديه علما به وإدراكا دون إحاطة ، فلو كانت عبادتك بالصفة الفعلية فهي إحالة على غائب ، وكثير هؤلاء الذين يعبدون الغائب :
«ومن زعم أنه يعبد الصفة والموصوف فقد أبطل التوحيد لأن الصفة غير الموصوف» وهي الصفة الفعلية دون الذاتية فانها عين الذات ، فعبادة الذات بصفة الفعل ، أم بصفة الذات اعتبارا لها زائدة على الذات ، إنها ناحية عن خالص التوحيد إلى خالص الشرك أم شائبه ، حيث الثانية شرك في الذات وشرك في العبادة ، أن تعبد الذات بصفات الذات كأنها زائدة على الذات ، والأولى شرك في العبادة أن تعبده لأنه «الرحمن الرحيم ـ رب العالمين ـ مالك يوم الدين» فإنها عبادة التجار والعبيد دون الأحرار ، حيث يعبدون الله لأنه الله ، ومهما صحت الثلاث وقبلت ، إلّا في شرك الذات ـ فالعبادة الصحيحة هي عبادة الذات سواء كانت للذات فقط ، أم للذات