والسبيل هي الطريق المنحدرة المسبّلة للسالكين ، فهي أخص من الطريق وأكثر استعمالا في غير الظاهر ، وأسهل سلوكا للسالكين ، ولكنها ـ على انحدارها ـ قد توصل إلى المنزل المقصود بسهولة أو صعوبة وقد لا توصل ، فلذلك قد تجمع كما الطريق ، فليست واحدة إلّا طريق او سبيل مستقيم : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (٦ : ١٥٣).
فالسبل منها سبل السلام ومنها دون ذلك ، والصراط المستقيم إلى الحق سلام وليس دون ذلك : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥ : ١١٦) فسبل السلام هي درجات لا تخلو إلّا واحدة منها من ظلمات يخرجهم الله منها فيستخلصون إلى صراط مستقيم ليس فيه أيّ ظلام ، مهما كان هو أيضا درجات حسب الدرجات.
فبين نقطة العبودية والربوبية صراط مستقيم بين سبل السلام ، كما هي بين كافة السبل ، ومن ثم هي ايضا بين كافة الطرق.
خط مستقيم لا عوج له ولا حول عنه ، بين سائر الخطوط الملتوية ، منحنية او منكسرة ، موصلة على عقباتها أم غير موصلة.
وللصراط المستقيم درجات أعلاها صراط الرب ف (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١١ : ٥٦) صراط يخصه لربوبيته ، لا شريك له فيه ولا يشرك فيه أحدا ، إذا فلسنا نطلبه من ربنا ولا أوّل العابدين ، وكما لسنا لنطلب صراط الهدى التكويني ، الرحمانية الأولى ، فإنها كائنة لزام كل خلق على أية حال! وأين صراط من صراط؟
وأدناها «الصورة الإنسانية التي هي الطريق إلى كل خير ، والجسر