رسالات الله وكتاباته ، يحمله رسل الله ، كائنين عليه دالين إليه ، فلولا الرسول لم يكن قرآن ولا إسلام التوحيد وتوحيد الإسلام ، ولا صورة إنسانية جادّة ، ولا اعتصام تامّ بالله ، ولا عبودية صالحة.
إذا فالرسول يمثّل الصراط المستقيم ، كما أن صنوه ، ومثيله الذي صنعه على مثاله ، وبنيه المعصومين من بعده ، هم الصراط المستقيم بعده كما في متظافر الروايات.
فطالما النبيون ومن ثمّ الصديقون هم على صراط مستقيم ، إلّا أن لكلّ درجات (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) فالأمة الإسلامية تتطلّب الهدي إلى صراط الصديقين ، وهم طالبون صراط محمد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكما سائر النبيين يطلبون صراطه ويؤمنون به قبل ابتعاثه ، فكل إلى ذاك الجمال يشير.
لذلك نرى أن الصراط المطلوب لنا في صلواتنا هو «صراط محمد وآله» (١) كما يرويه الفريقان ، أم «صراط علي» (٢) كمصداق ثان لذلك الصراط ، كما سائر مصاديقه هم أهل بيت الرسالة المحمدية (عليهم السلام) (٣) كما وأن صراطهم هو صراط محمد (صلى الله عليه وآله
__________________
(١ ، ٢ ، ٣) اخرج الثعلبي في الكشف والبيان في الآية قال مسلم بن حيان سمعت أبا بريده يقول : صراط محمد وآله ، وفي تفسير وكيع بن جراح عن سفيان الثوري عن السدى عن أسباط ومجاهد عن عبد الله بن عباس في الآية قال : قولوا معاشر العباد : أرشدنا الى حب محمد وأهل بيته ، وأخرج الحموي في فرائد السمطين باسناده عن أصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : الصراط ولايتنا اهل البيت ، واخرج ابن عدي والديلمي في الصواعق ص ١١١ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم قال : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ، وأخرج ـ