حقولها : العلمية ـ الفكرية ـ العقائدية ـ العملية ـ السياسية ـ الاقتصادية ـ الحربية ام ماذا من مجالاتها وجلواتها ، وهي على شتاتها ترتبط بحبل واحد هو تقوى الله ، فان دين الله يضم كافة الحقول الحيوية تنظّرا وتنضّرا ، سبكا لها بسبائكه المكينة المتينة ، ما لا قبل لها لأي نظام بشري أم ماذا؟
فالقائد السياسي في دولة الإسلام بحاجة إلى تقوى سياسية بعد ما سواها وأكثر منها ، كما قائد الجيش يجب أن يكون الأتقى في الدفاع عن بيضة الإسلام ، ووزير الثقافة أتقى ثقافيا ، أم من ذا من المتقين في النظام الإسلامي السامي ، حيث لا تختص التقوى بصلات العبادات الخاصة كالصوم والصّلاة ، بل وكافة الصلات والحركات والسكنات للمسلم تشملها حقيقة التقوى ، التي هي الوقاية وقبولها عما لا يحمد أولاه أو عقباه في أية مجالة من مجالات أو حالة من حالات ـ كما تعم وقاية الغيب والشهادة ، وقاية كل حق وعن كل باطل ، معنويا وماديا ، فرديّا وجماعيا ام ماذا.
فالمتقي من شرط الحق يدافع ويذود عنه ما لا يحق قدر المستطاع ، فان استطاعها وطبّقها دون تقصير او قصور فهي التقوى المطلقة ولا تحصل إلّا في دولة الحق خارجا عن صراعات الباطل وقليل ما هي.
وان استطاعها على قصور في مختلف الصراعات ، تاركا للأدنى لتطبيق الأفضل الأعلى ، حيث لا يسطع الجمع بينهما في مصطدمات الحياة ، فهي ـ إذا ـ التقية ، فليست التقية هي الخوف والترك ، وإنما هي تقوى جانبيّة حفظا للأهم في ترك المهم ، مما يجعل قيام الحسين (عليه السلام) تقية كما قعود الحسن تقية ، ويجعل قيامات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في العهد المدني ، وقيامات علي (عليه السلام) في خلافته تقية ، كما قعود الرسول في العهد المكي وقعود الامام زمن الخلفاء تقية ، حيث يترك المهم