ثم الايمان بهذا الغيب يدفع المؤمن إلى مظاهر الايمان وعمودها الصلاة ، لا القيام إليها فقط ، أو إتيانها فقط ، وإنما إقامتها :
(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) :
فإقامة الصلاة هي تقوى العبادة ، دون إتيانها او القيام إليها فانه طغواها التي يؤتى بها رئاء الناس كسالى ، وإنها من شيم المنافقين : (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) (٤ : ١٤٢) (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى) (٩ : ٥٤).
__________________
وإخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ثم قرأ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ). أقول واخرج ما في معناه البزاز وابو يعلي والمرهبي في فضل العلم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج الحسن بن عروة في حزبه المشهور والبيهقي في الدلائل والاصبهاني في الترغيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج الطبراني عن ابن عباس عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج الاسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج ابن أبي شيبة في مسنده عن عوف بن مالك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج احمد والدارمي والبارودي وابن قانع معا في معجم الصحابة والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم عن أبي جمعة الأنصاري عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج ابن أبي شيبة وابن أبي عمر واحمد والحاكم عن أبي عبد الرحمن الجنهي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) واخرج احمد وابن حبان عن أبي سعيد الخدري ـ أقول : وكل هذه الأحاديث على اختلافات سطحية لفظية تتفق في تفضيل المؤمنين الذين لم يروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه الذين رأوه.
واخرج جماعة عن تويلة بنت اسلم قالت : صليت الظهر او العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا سجدتين ثم جاء نأمن يخبرنا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك فقال : «أولئك قوم آمنوا بالغيب».