فإقام الصلاة ليست هي القيام فيها إذ ليس كلها قيام ، ولا أنه إقامة لها كلها! إنما هي جعلها قوامة الحياة وأصالتها التي يتفرع عليها سائر الحياة ، اتجاها الى الله وحده لا شريك له ، وارتفاعا عن عبادة العباد ، دائما عليها مواظبا لها مراعيا حرماتها وواجباتها ، شرائطها وأجزاءها ، أوقاتها وكلّ ما يتوجب فيها ، من معنوياتها وهي أحرى فإنها أصلها ، ومن مظاهرها ما يجعل المصلى كلّه صلاة لله ، وصلات بالله ، وخدمات في سبيل الله!.
ثم ومن إقامتها استحضار معاني ألفاظها ، وملامح أفعالها ، ثم الارتقاء الى معانيها تغافلا ـ لا غفلة ـ عن ألفاظها ، ثم تغافلا عن نفسه لحدّ لا يرى إلّا ربه بنور اليقين ، دون حجاب إلّا حجاب ذات الألوهية وهذه صلاة تخص صاحب المعراج (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم ذويه المعصومين (عليهم السلام) ، وعلى ضوءها وفي هامشها المصلون الحقيقيون.
ومن ثم وبعد إقامة الصلاة لله ، يقوم في صلات بخلق الله أن ينفق مما رزقه في سبيل الله :
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
من رزق المال ، والحال ، من ثروة علمية او عقلية ، او ثقافة إيمانية (١) ام ماذا؟ فان كله من رزق الله ..
ثم ومن أموال ومن ايّ الطاقات الموهوبات التي يمكن إنفاقها أو الإنفاق منها فإنها كلها رزق الله!
__________________
(١) البرهان ١ : ٥٣ ـ ابن بابويه بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث في الآية قال : مما علمناهم ينبئون وما علمناهم من القرآن يتلون.
أقول وهذا من باب التفسير بالمصداق الخفي من الرزق.