خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢ : ٨١) : كفر محيط بهم حيث لا يبقي لهم نوافذ بها يبصرون ف (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
ليس النص «الكافرون» حتى يشملهم أجمعين ، بل (الَّذِينَ كَفَرُوا) كفر حدث وجاه الرسالة الإسلامية ، بعد كفر سبق : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) : الذين جحدوا بعد البينة ، وأنكروا بعد المعرفة!. ولا انه كلما حدث من كفر بعد كفر ، فالبعض (مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يتردون ردحا من الزمن ثم يؤمنون ، أم يتوبون عما كفروا فيهتدون.
وانما يعني أخسّ دركات الكفر والطغيان ممن (جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) (٢٧ : ١٤) (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (٣١ : ٣٢) فريق خصوص من الكافرين الذين بلغوا في كفرهم وجحودهم ما لا يؤمل فيه إيمان ، مهما بقيت في قلوبهم نوافذ لرؤية الحق ، ولكنهم يجحدون ، فيجازيهم الله إذ يسدّ هذه البقيّة : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
فهؤلاء الأوغاد المناكيد من صناديد قريش وأضرابهم ، الكفار الألداء جمعوا بين دركات الكفر : الخمس ـ في خماسية قاعدتها كفر الجحود على علم ـ (... وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) ثم كفر النعم : (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (١٦ : ١١٢) وكفر العمل : (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) (٣٠ : ٤٤) ولحدّ الايمان بالكفر لا الكفر فقط : (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) (٤٠ : ١٢) (١).
__________________
(١) البرهان ١ : ٥٧ ـ الكليني باسناده عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليه