ولأن بنود الإيمان التقوى سبقت في مواصفات المتقين كإيمان مطلق للتقوى فليكن الكفر هنا وجاهة كفرا مطلقا ، في قلوب خاوية عن أية تقوى وأي إيمان ، هاوية كل دركات الطغوى دون ايمان ، ناكرة لمثلث الغيب ، عامدة ، تاركة لأعمال الايمان ، كافرة بأنعم الله ، مؤمنة بالكفر وكأنه الايمان!
وترى هؤلاء الكافرون أبإمكانهم أن يؤمنوا؟ فبإمكانهم إذا إبطال علم الله : أنهم «لا يؤمنون»! أم لا يتمكنون؟ فلا موقع للتنديد بهم أنهم لا يؤمنون! ولا يصح تكليفهم بالإيمان إذ لا يتمكنون!
الجواب أن النص «لا يؤمنون» لا «لن يؤمنوا» حيث يخبر عن واقع اللّاإيمان ، لا استحالة الإيمان ، وحتى لو استحال منهم الإيمان فانما هي استحالة بالاختيار فلاتنا في الإختيار.
وهنا الإخبار عن واقع اللّاإيمان لأنهم لا يؤمنون باختيارهم ، فلو كانوا يختارون الإيمان لكان الإخبار عن الايمان ، فليس علم الله إلّا كاشفا عن واقع المستقبل ، دون أن يسبّبه ، حيث العلم بوقوع حادث أم لا وقوعه ، لا يسبب وقوعه أم لا وقوعه ، وإنما يكشف ، إذا فالواقع هو السبب لهذا الكشف لا أن الكشف يسببه!
وقد يخطأ الكاشف إذ لا يحيط علما بما يحصل ، فيبطل العلم به إذا حصل ، وحاشا الله أن يخطأ فإنه بكل شيء محيط ، فلا يمكن إبطال علمه.
__________________
ـ السلام) قال قلت له اخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل؟ قال الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه ، فمنها كفر الجحود والجحود على وجهين (عن معرفة وعن جهالة) والكفر تبرك ما امر الله وكفر البرائة وكفر النعم ....