آمَنَّا ... وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) و (كَما آمَنَ النَّاسُ) والى (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ) حيث تشمل مثلث المؤمنين والمنافقين والكافرين؟ :
أقول : لان دعوة القرآن شاملة للناس أجمعين إلّا القصّر والمجانين مهما اختص واقع التأثير بالمتقين كما مضى في آية المتقين ، فان رسل الله يبلغون رسالات الله (عُذْراً أَوْ نُذْراً).
فالناس في القرآن (٢٤١) مرة وهي اكثر بكثير من المسلمين والمؤمنين والمتقين وحتى من بني آدم ، حيث الأخير أعم من الناس إذ يشمل القصّر والمجانين ، والأول تختص بمن يتقبّل الدعوة وإن كان إقرارا باللسان.
و «يا ايها» نداء تنبيه ، استجاشة للضمير الإنساني إلفاتا إلى ما يصلح الناس حيطة على كونهم ناسا خارجين عن نسناس.
ثم ونداء البعيد هنا «يا» لبعدهم عن حضرة الربوبية قبل أن يعبدوه!
«الناس» هنا وفي سواها لا يخص الموجودين زمن الخطاب ، فان دعوة القرآن لا تختصهم ، حيث القرآن دعوة خالدة فلتشمل كل من يصح دعوته ، فما استجدّ من قرون مستقبلة والى يوم الدين مشمولة لهذه الدعوة ، مهما لم تشملهم زمن النزول حيث لم يكونوا ، كما لم تشمل القصّر والمجانين إذ لم يؤهلوا لها.
فخطابات القرآن هي حقيقية ، فما وجدت لها مخاطبين شملتهم ، وليست فعلية زمنية ، بل على نحو القضايا الحقيقية الشاملة مواردها في أوقاتها.
وهل الكفار مأمورون بالعبادة وهم ملحدون في الله او مشركون ، وعبادة الله فرع الاعتراف بالله وتوحيده؟