عجزهم عن الإتيان بمثله!.
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) كما لم يفعلوا (وَلَنْ تَفْعَلُوا) كما يستحيل أن يفعلوا في مثلث الزمان ، ومن اي فاعل او محاول كان (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) : الناس النسناس الذين هم كذلك حجارة ، إذ غربت عقولهم وتخبطت أحلامهم فصمدوا على نكران القرآن ، وحجته باهرة كالشمس في رايعة النهار!
فكيف بالإمكان أن يدّعي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أعقل العقلاء حقا وعندهم ـ أن (لَنْ تَفْعَلُوا) وهو ليس على يقين من وحي القرآن؟ أليفضح نفسه ويهدم أساس دعوته لأحيان عاجله ام آجلة لو أتوا بمثله او فوقه! ولكنه يعلن في هذه الإذاعة القرآنية (وَلَنْ تَفْعَلُوا) : محال ان تفعلوا ـ لا فقط سوف لا تفعلون ـ حيث «لن» لمحة او صراحة لاستحالة مدخولها عقليا ام واقعيا ، ومن اللائح أن الإتيان بمثل القرآن محال فيهما حتى وإن كان من سائر كتابات السماء!.
وعند العجز (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) فحيث تجعلون أنفسكم هنا وقودا لنار الجحود والنكران لتحرقوا به وحي القرآن ، فهناك سوف تصبحون مع الحجارة وقودا للنار التي اضرمتموها من ذي قبل ف (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٢١ : ٩٨)
كل من له دراية وذوق بأساليب الكلام ، وتصورات البشر عن الكون ، وكل ما للبشر من مناهج ونظريات ، لا يخالجه شك ان ما جاء به القرآن في هذه المجالات يختلف تماما عما للإنسان ونظراءه ، كما يختلف الله عن مخلوقاته ، فكلام الله إله الكلام كما علمه إله العلم فإنه نازل بعلم الله!